للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ارتجاس إيوان كسرى وسقوط بعض شرفاته عند مولد النبي الخاتم]

ننتقل بعد ذلك إلى اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم، فقد اهتز يوم مولده إيوان كسرى، ووقعت منه أربع عشرة شرفة.

وكان عند كسرى عالم اسمه الموبذان فرأى رؤيا، فقال له كسرى: ماذا رأيت؟ قال: رأيت إبلاً صعاباً -أي: ضخمة- تقود خيلاً عراباً، -يعني: خيلاً عربية- قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادنا، فخاف كسرى وقال: قطعت دجلة وأتت إلي؟ وكان عنده في حاشيته شخص اسمه والعياذ بالله عبد المسيح، فقال له: يا عبد المسيح أليس لك خال في الشام يسمى سطيحاً؟ قال له: بلى، قال: اذهب إليه واحك له الرؤيا، وكان الناس في ذلك الوقت يثقون جداً في كلام الكهان.

وقبل أن يصل عبد المسيح إلى أرض الشام، كان سطيح ينازع الموت، فلما أتاه عبد المسيح قال سطيح: جاءكم عبد المسيح على جمل مشيح، أرسلك ملك بني ساسان ليسأل عن ارتجاس الإيوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان! يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة وظهر صاحب الهراوة -أي: سيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم- وفاض وادي السماوة، وغاضت بحيرة ساوة، فليس الشام لـ سطيح شاماً، ولا مقام العراق لكسرى مقاماً، يملك منهم ملوك وملكات عدد الساقط من الشرفات، وكل ما هو آت آت، وفاضت روحه.

فحكم من هذه السلالة أربعة عشر ملكاً إلى خلافة عمر بن الخطاب، فقد فتح فارس سعد بن أبي وقاص في موقعة القادسية وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>