للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زواج عثمان برقية فأم كلثوم]

ولم تمض سوى شهور قليلة حتى جاء سابع سبعة في الإسلام ليخطب السيدة رقية، وهو سيدنا عثمان بن عفان، فتزوج بـ رقية وأنجبت منه عبد الله بن سيدنا عثمان، فهاجر بها إلى الحبشة.

فانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كم عاش من المآسي، فالسيدة زينب تموت في حياته، والسيدة رقية في بداية البعثة تتركه وتذهب إلى الحبشة مع زوجها عثمان رضي الله تعالى عنهما.

وبعد ذلك عادت السيدة رقية من الحبشة إلى مكة، ثم هاجرت مع عثمان إلى المدينة، ثم في غزوة بدر اشتد الألم عليها، فاستأذن عثمان الرسول في تمريضها فأذن له، فعاد الرسول صلى الله عليه وسلم من الغزوة فوجد أن ابنته رقية قد فارقت الحياة إلى جوار ربها.

وأريدك أن تتخيل حياة سيدنا الحبيب، فالسيدة رقية عندما عادت من الحبشة قالت: أين أبي؟ فقيل لها: في المسجد عند الحجر الأسود، فقالت: أين أمي؟ فسكتت أختها أم كلثوم، فأجهشت فاطمة بالبكاء وتركت الحجرة، فعلمت السيدة رقية أن أمها قد ماتت، وهي لم تكن موجودة في موت أمها، وعندما ماتت لم يشهد أبوها موتها ودفنها، فحزن عليها حزناً شديداً، وحزنت أختها أم كلثوم، فجاء عثمان ليخطب أم كلثوم فزوجه الرسول بها، ولذلك سمي عثمان بـ ذي النورين؛ لأنه تزوج اثنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثم ماتت أم كلثوم عند عثمان، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يطيب نفس عثمان لئلا يحزن في نفسه، فقال: (لو كانت عندنا ثالثة لما زوجناها إلا لـ عثمان بن عفان) وانظر إلى أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عثمان، فقد دخل عليه أبو بكر وعمر وعلي وفخذه مكشوفة، فلما دخل عثمان غطى فخذه، فلما سألته عائشة قال: (ألا أستحي من رجل تستحي منه ملائكة السماء؟!).

<<  <  ج: ص:  >  >>