للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وجوب تطهير القلب من الآثام]

نريد أن نقول: إن القلوب ثلاثة: سليم، وسقيم، وميت، فصاحب القلب الميت يقول لك: يا أستاذ! أنا قلبي نظيف ومتصل بالله، لا تهتم بهؤلاء المصلين هؤلاء أناس يكذبون، وهذه النساء المحجبات نصابات وكذابات، هذا يغلط على الكل ويغالط نفسه، أريد أن أقول: إن المسلم يجب أن يراعي هذه القضية، وأن ينقذ قلبه بين الحين والآخر؛ لكي يتحول القلب السقيم إلى قلب سليم، ولا يتحول القلب السقيم إلى قلب ميت والعياذ بالله رب العالمين! فطهارة القلب من الآثام والأمراض واجبة، والأمراض القلبية مثل الحقد والحسد والضغينة والغل والظن السيئ بالناس، وإذا رأيت إنساناً ملطخاً بالمعصية فلا تبحث خلفه من أجل أن تتهم الرجل، حتى قال أهل العلم: إذا فر المرجوم من ميدان الرجم لا يعاد، يعني: شخص اكتشفنا أنه يرتكب فاحشة، فجاءوا به وأدخلوه في الحفرة، وبدءوا يرجمونه فعندما أحس بألم الحجارة هرب، فلا يرجع مرة ثانية؛ لأنه احتمال أنه تراجع عن اعترافه، أو يكون الشهود لم يضبطوا الشهادة، فلا يعاد إلى مكان الرجم.

وهذا سيدنا عمر رضي الله عنه يقول للصحابة: ما بالكم إذا رأى أمير المؤمنين رجلاً يرتكب الفاحشة مع امرأة فأقام عليه الحد؟! قالوا: وجبت طاعة أمير المؤمنين، وسيدنا علي قاعد فقال: أمع أمير المؤمنين شهود ثلاثة؟ قال له: لا، قال: إذاً نقيم حد القذف على أمير المؤمنين، نعم، هؤلاء هم الناس! يقول عمر: لا تغالوا في المهور، ولا يزيد أحدكم عن أربعمائة درهم، فقالت له امرأة: يا ابن الخطاب ما هذا الكلام الذي تقوله؟! ربنا يقول لك: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء:٢٠] فالله يأمرك بقنطار وأنت تقول: أربعمائة.

فطأطأ عمر رأسه، وقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر، حاججت أميركم فحاجته، كم أخطأ عمر في دين الله؟! يقول بعض الناس: أنا لا أغلط، أنا صاحب عقل فأقول له: لا يغني العقل ولا الذكاء، والإنسان مجبول على الخطأ، نسأل الله السلامة والهداية.

إذاً: الأحقاد والضغائن والآثام التي بداخل القلب يجب أن تزال، هذا هو الإطار العام للطهارة، من أجل أن أدخل على الصلاة طاهر القلب.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>