للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم تغميض العينين في الصلاة]

وفي الصلاة حال القراءة تفتح عينيك؛ لأن بعض الفقهاء يكره تغميض العينين، لكن إذا وجدت أن تغميض العينين مدعاة للخشوع فغمض؛ لأن الصحابة كانوا يصلون على حصى وعلى رمل، ولذلك يبعد عندهم الانشغال بغير الصلاة، وأما أنت فتصلي على سجادة في البيت شكلها غريب، فيأتي الشيطان وأنت في الصلاة فيشغلك.

وقد كره الفقهاء أن تصلي على ثوب فيه صور؛ من أجل أننا نريد أن تكون الصلاة فيها خشوع، ولذلك يروى أن سيدنا عمر أتى برجل ليبني مسجداً فقال له: لا تحمر ولا تخضر ولا تصفر، بل أكن الناس من البرد ومن الحر والمطر، فهل ستجد في هذه الأيام مثل هذا المسجد؟! ليس من الممكن.

وقد كان لي أخ كريم رافقني في العمرة، فذهبنا إلى مسجد القبلتين، وهو أستاذ عمارة خريج هندسة في العمارة، فسمع درساً لي ذكرت فيه حديث: (إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم)، يعني أن المصحف حين يكون مصبوغاً وملوناً، والجامع حين يزخرف ولا يوجد فيه من يصلي يحل الهلاك.

وكان المسجد في الزمن الماضي فيه حصى ورمل وهو مليء بالناس، فقال لي: لا يا سيدنا الشيخ، الجامع بالزخرفة سيكون شكله جميلاً، والواحد منا يحب أن يجمل بيته.

فقلت: يا أخي! ذاك بيتك، وأما المسجد فمحل الخشوع، فقال: لست مقتنعاً، فقلت له: انتهينا، فذهبنا إلى مسجد القبلتين، فوقف يصلي في القبلة، وقد عملوا لها زخرفة غريبة، ولكونه صاحب خبرة في الهندسة المعمارية ظل ينظر فيها، ثم رجع يقول لي: صلى الله عليه وسلم، فقلت له: ماذا حصل؟ فقال: لم أكن في ركعتين ولا في نصف، بل مكثت أنظر إلى الزخرفة التي في القبلة.

فقلت له: إن الرسول يأتي بجوامع الكلم من أجل أن يريحك، لكن أنت تريد أن تجرب، والإسلام لا يدعمك بالتجربة، وإنما يعطينا التجربة جاهزة، فيقول لك: هذا حلال وهذا حرام، فيريحك، فقال لك: لا تصل وأنت جائع، أو حابس للبول، أو تدافع الجوع، فكل هذه الحالات ليست وقت طمأنينة، وأريدك في الصلاة أن تكون مستريح البال.

<<  <  ج: ص:  >  >>