للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة رفع اليدين حال تكبيرة الإحرام]

وأول سنة من سنن الصلاة رفع اليدين، وقد قلنا: إن تكبيرة الإحرام فرض، وهي: (الله أكبر) ولكن رفع اليدين فيها سنة.

ورفع اليدين في مواضع أربعة في الصلاة: فأول رفع عند تكبيرة الإحرام، ثم عند الهوي إلى الركوع، ثم عند الرفع من الركوع.

وفي رأي للإمام أحمد زيادة الرفع عند القيام من التشهد الأول.

والمتفق عليه بين الفقهاء، هو السنة الوحيدة التي أجمع عليها خمسون صحابياً منهم العشرة المبشرون بالجنة هي الرفع في تكبيرة الإحرام.

فهذه سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم بعد ذلك: دعاء الاستفتاح، فقد كان سيدنا الحبيب عندما يكبر يسكت قليلاً قبل أن يدخل في القراءة.

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة، فكان في صلاة الصبح يصلي بالمسلمين بستين إلى مائة آية، وكان حين يكبر تكبيرة الإحرام يسرع بعض الصحابة فيتركون أعمالهم ويذهبون لقضاء الحاجة، ثم يتوضئون بجوار البقيع، ثم يذهبون إلى الصلاة فيدركون الركعة الأولى.

وبعض الناس يقول لك: يا أخي! من صلى بالناس فليخفف.

فنقول له: هذا هو التخفيف.

وقد قرأ في المغرب في الركعتين بسورة الأعراف، وقرأ بالمرسلات، وقرأ بـ (ق) وقرأ بالسجدة و {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان:١].

ثم إن إطالة القراءة في الصلاة فيها فائدة أخرى، فأنا عندما أقرأ في المصحف يكتب لي الحرف بعشر حسنات، وفي الصلاة الحرف بمائة حسنة، ولذلك كان سيدنا عبد الله بن عمر يكمل المصحف تلاوة في الصلاة في قيام الليل فقط في كل أسبوع، ففي كل ليلة كان سيدنا ابن عمر يقوم الليل بقدر أربعة أجزاء ونصف.

إذاً: أول سنة رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، فتكبيرة الإحرام ركن، ورفع اليدين فيها سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>