للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معنى صدق اللجوء إلى الله]

ومعنى صدق اللجوء إلى الله: أن لا أشرك مع الله أحداً، فلو عمل المسلم من الأعمال (٩٩.

٩٩%) لله و (٠.

٠١%) لغير الله، فلن يقبل منه، وفي الحديث القدسي: (أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، فمن أشرك في عمل معي غيري تركته وشركه)؛ لأن الله عز وجل يريد أن يكون العمل (١٠٠%) له وحده.

ومما ينافي صدق اللجوء النذر للأموات كمن ينذر للسيد البدوي أو غيره، فالنذر عبادة لا تكون إلا لله، ومن العجيب أن نجد ممن يدعي العلم ينصح الناس بهذه الشركيات، وإذا استمر الأمر كذلك فستكون الكارثة.

لا ننكر أن هؤلاء الذين ينذر لهم كانوا صالحين، بل منهم من كان مجاهداً في سبيل الله لكنه وللأسف ألصق به أشياء أغرب من الخيال، فلا ينبغي أن يطاف بقبر من القبور، ولا تطوف بشيء إلا بالكعبة، ولا تقبل شيئاً من جماد إلا الحجر الأسود، وليعلم المسلم أننا حين نعمل هذه الأعمال نظهر تعبدنا لله عز وجل بتنفيذ أوامره، ولذلك قال سيدنا عمر وهو يقبل الحجر الأسود: أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك.

حكى لي إمام أحد المساجد التي فيها قبور أنه فتح صندوق القبر فوجد فيه ورقة لامرأة تشتكي عمها الذي أكل عليها الميراث، فهل هذا من الإسلام، وهل يعقل أن يكون المسلم بهذه العقيدة وهذا العقل؟! ورجل آخر وللأسف ممن يتعلم الناس على يديه، كان جالساً في مجلس فدخل ولد صغير، فقال: إن هذا الولد ابن شيخنا الفلاني، ثم ناداه فقال له: كيف حالك يا بني؟ قل لأبيك يوصي علينا سيدنا الحسين بأن ينتبه لي قليلاً!! فقام رجل من العوام الجالسين وقال له: يا سيدنا الشيخ إذا كان الحسين سينتبه لك كان من الأولى أن ينتبه أولاً لنفسه في كربلاء.

الدرجة الخامسة: حب الناس، ولذا إن لم يكن في قلبك حب للناس فثق أن أعمالك لن تقبل، ولذلك يقول الله عز وجل: {وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحشر:١٠]؛ لأن المؤمن مع المؤمن لا يغل أبداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>