للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أنواع نعم الله تعالى على عبده]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [النعم ثلاث: نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها، ونعمة هو فيها ولا يشعر بها].

من النعم التي نحن فيها ولا نشعر بها: هذه الجلسة، فهي نعمة من الله، والسكن في البيت نعمة، والنوم نعمة، والمياه نعمة، وكل شيء في الحياة نعمة، لكن لابد أن نحمد الله عليها، ومن زاد في الحمد زاده الله من فضله.

قال: [فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرفه نعمته الحاضرة، وأعطاه من شكره قيداً يقيدها به حتى لا تشرد؛ فإنها تشرد بالمعصية، وتقيد بالشكر، ووفقه لعمل كي يستجلب به النعمة المنتظرة، وبصره بالطرق التي تسدها وتقطع طريقها، ووفقه لاجتنابها، وإذا بها قد وافت إليه على أتم الوجوه، وعرفه النعم التي هو فيها ولا يشعر بها.

ويحكى أن أعرابياً دخل على الرشيد فقال: يا أمير المؤمنين! ثبت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها، وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته، وعرفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها، فأعجبه ذلك منه وقال: ما أحسن تقسيمه].

جمع له النعم الثلاث، النعمة الحاصلة والنعمة المنتظرة والنعمة التي لا يراها، فاللهم عرفنا بالنعم عند وجودها وعند زوالها يا أكرم الأكرمين! ووفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه إن ربنا على ما يشاء قدير.

<<  <  ج: ص:  >  >>