للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معنى النهي عن التفريق بين الرسل]

السؤال

كيف لا نفرق بين رسل الله؟ وهل الله سبحانه وتعالى يفرق بينهم في منازلهم في الجنة؟

الجواب

نحن لا نفرق بين أحد منهم، أما منزلتهم في الجنة فنحن ليس لنا شأن في هذا، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ما كنت ليلة المعراج أقرب من الله عز وجل من يونس في بطن الحوت، لا تفضلوني على يونس بن متى).

ولكن تجد بعض الناس يتكلمون على الأنبياء بنوع من السخرية، وهذا حرام، فالكلام عن الأنبياء يجب ألا يكون فيه مزاح، مثل الأوروبيين عندما يتكلمون عن موسى، يقولون: الزعيم العاقل، فماذا تعني هذه الكلمة؟ مع أن سيدنا الحبيب كان يتمثل في الصبر بسيدنا موسى، فكان يقول: (رحم الله أخي موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر).

ومع ذلك قد ألقى الألواح مرتين، أولاهما: عندما بلغه أن أهله وقومه اتخذوا العجل.

ثانيهما: عندما تلقى الألواح وقرأها قال: قرأت الألواح يا رب فوجدت أمة من الأمم الحسنة لهم بعشر أمثالها وقد تزيد، والسيئة بمثلها وقد تعفو، فقال: اجعلهم من أمتي يا رب! قال: كلا يا موسى! إنهم أمة أحمد، ثم قرأ في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم، يحفظون الكتاب، فقال: اجعلهم من أمتي يا رب! قال: كلا يا موسى! إنهم أمة أحمد، ثم قرأ في الألواح فوجد أمة يتصدقون بالصدقات ويأكلونها، فقال موسى: اجعلهم من أمتي يا رب! قال: كلا إنهم أمة أحمد؛ لأن اليهود كانوا عندما يتصدقون يضعون صدقاتهم على الجبل، ثم تنزل صاعقة تحرقها؛ لأنهم لم يكونوا يأكلون مع الفقير.

فقال ابن عباس راوي الحديث: فوالله ألقى موسى الألواح من يديه وقال: اللهم اجعلني من أمة أحمد، وهذا تواضع من سيدنا موسى وليس غضباً.

<<  <  ج: ص:  >  >>