للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دلالة الآية الكريمة على توحيد الربوبية والإلهية]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وهذه الآية دالة على توحيده تعالى بالعبادة وحده لا شريك له، وقد استدل بها كثير من المفسرين كـ الرازي وغيره على وجود الصانع تعالى، وهي دالة على ذلك بطريق الأولى].

دالة بطريق الأولى لأن من عبد الله فلا بد من أن يقر بربوبيته وإلهيته؛ لأن توحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية، أما توحيد الربوبية فهو مستلزم لتوحيد الإلهية، فمن أقر بربوبية الله وأنه الخالق الرازق يلزمه أن يعبد الله، فما دمت تقر أنه هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت المتصف بالصفات العظيمة فإنه يلزمك أن تعبده وتصرف له العبادة، أما من وحد الله وأخلص له العبادة ففي ضمن ذلك إقراره بالربوبية، وهذه الآيات فيها الأمر بتوحيد الله وعبادته.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وهي دالة على ذلك بطريق الأولى؛ فإن من تأمل هذه الموجودات السفلية والعلوية واختلاف أشكالها وألوانها وطباعها ومنافعها ووضعها في مواضع النفع بها محكمة؛ علم قدرة خالقها وحكمته وعلمه وإتقانه وعظيم سلطانه، كما قال بعض الأعراب وقد سئل: ما الدليل على وجود الرب تعالى؟ فقال: يا سبحان الله! إن البعر ليدل على البعير، وإن أثر الأقدام لتدل على المسير؛ فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج؟ ألا يدل ذلك على وجود اللطيف الخبير].

بلى والله، وهذه من الأدلة الحسية، والعقول التي ركبها الله في الخلق كذلك تدلهم على خالقهم سبحانه وتعالى، وهذه من الأدلة الحسية المشاهدة، كما لفت الرب سبحانه وتعالى النظر إليها.