للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير قول الله تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً)

قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة:٢٩] قال المصنف رحمه الله: [لما ذكر تعالى دلالة من خلقهم وما يشاهدونه من أنفسهم ذكر دليلاً آخر مما يشاهدونه من خلق السموات والأرض].

مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الآية الأولى ذكر الله فيها دليلاً من أنفسهم، يقول تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} [البقرة:٢٨] فكل واحد يرى هذا من نفسه، بعد ذلك ذكر سبحانه دليلاً آخراً مما يشاهدونه في الآثار وفي السموات والأرض فقال: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ} [البقرة:٢٩] وهذا فيه دليل على قوة الله ووحدانيته واستحقاقه للعبادة، فأنت تشاهد نفسك الآن فقد كنت ميتاً فأحياك الله ثم يميتك ثم يحييك يوم القيامة.

إذاً: فالدليل الثاني على وحدانية الله هو الآية الأفقية: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة:٢٩].