للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عدد آياتها]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وهي سبع آيات بلا خلاف، وقال عمرو بن عبيد: ثمان، وقال حسين الجعفي: ست، وهذان القولان شاذان].

صدق رحمه الله! فهذان القولان شاذان لا يعول عليهما، والصواب أنها سبع آيات، وهذا كالإجماع من العلماء أنها سبع آيات، والصواب أنها سبع آيات بغير البسملة، فالآية الأولى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:١]، والآية الثانية: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة:٢]، والآية الثالثة: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:٣]، والآية الرابعة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٤]، والآية الخامسة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:٥]، والآية السادسة: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة:٦]، والآية السابعة: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:٧]، فهذا هو الصواب من أقوال أهل العلم، وقال بعض أهل العلم: إن البسملة هي الآية الأولى، وجعلوا: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:٧] آية واحدة، أي: جعلوا الآيتين السادسة والسابعة آية واحدة، وهذا قول مرجوح، ويدل على الأول قول الله تعالى في الحديث القدسي: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:١]) ولم يقل: فإذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم، بل ابتدأ بالحمد.

وهذا على خلاف ما هو موجود الآن في المصاحف، فالموجود الآن في المصاحف هو جعل البسملة الآية الأولى.

والصواب أن البسملة آية مستقلة في أول كل سورة، فليست من الفاتحة ولا من غيرها.

وقال بعضهم: إنها آية من أول كل سورة، وهذا قول مرجوح، وهي بعض آية من سورة النمل بالإجماع، وذلك قوله: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل:٣٠]، فالصواب أنها سبع آيات بدون البسملة، وأما القول بأنها ست أو ثمان فهو قول شاذ لا يعول عليه، قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر:٨٧].

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وإنما اختلفوا في البسملة هل هي آية مستقلة من أولها كما هو عند جمهور قراء الكوفة، وقول جماعة من الصحابة والتابعين وخلق من الخلف، أو بعض آية، أو لا تعد من أولها بالكلية كما هو قول أهل المدينة من القراء والفقهاء، على ثلاثة أقوال سيأتي تقريرها في موضعه إن شاء الله تعالى، وبه الثقة].