للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بيان معنى قوله تعالى: (فأينما تولوا فثم وجه الله)]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [قال ابن جرير: ويحتمل: فأينما تولوا وجوهكم في دعائكم لي فهنالك وجهي أستجيب لكم دعاءكم].

أي: أن هذه الآية نزلت في الدعاء وهي محتملة كما قال ابن جرير.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [كما حدثنا القاسم أخبرنا الحسين حدثني حجاج قال: قال ابن جريج قال مجاهد لما نزلت {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:٦٠].

قالوا إلى أين؟ فنزلت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة:١١٥]، قال ابن جرير: ومعنى قوله: {إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:١١٥]، يسع خلقه كلهم بالكفاية والجود والإفضال، وأما قوله {عَلِيمٌ} [البقرة:١١٥]، فإنه يعني: عليم بأعمالهم ما يغيب عنه منها شيء ولا يعزب عن علمه بل هو بجميعها عليم].

والصواب: أن هذه الأقوال كلها محتملة، فقد تكون نزلت في النافلة أو أنها نزلت في المؤمنين لما توجهوا إلى بيت المقدس، أو أنها نزلت في الدعاء، فقد تكون لها عدة أسباب والله أعلم.