للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرحلة في طلب العلم]

هذا الحديث فيه دليل على مشروعية الرحلة في طلب العلم، وذلك أن جابر بن عبد الله الصحابي الجليل اشترى بعيراً لهذه المهمة، ورحل مسافة شهر من المدينة إلى الشام في طلب حديث واحد، وهو صحابي، وقد رحل إلى صحابي آخر، فهو يدل على الرحلة في طلب العلم، فالرحلة إلى العلماء لطلب العلم سنة، والبخاري رحمه الله ذكر هذا الحديث معلقاً، وترجم له بقوله: (ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر في طلب حديث واحد) وقال البخاري في صحيحه في موضع آخر: ويذكر عن جابر بن عبد الله أنه رحل إلى عبد الله بن أنيس في طلب حديث واحد، وهو هذا الحديث.

فلما وصل جابر دق الباب فخرج البواب، فقال له: قل له جابر على الباب، فقال: ابن عبد الله؟! قال: نعم.

فلما جاء عبد الله بن أنيس عانقه، فقال: حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه.

فالرحلة في طلب العلم سنة، وانظر إلى المشقة العظيمة التي تحملها جابر، فهي مشقة مالية وبدنية، فقد اشترى بعيراً لهذه الرحلة، وسافر مسافة شهر لطلب حديث واحد، ونحن الآن عندنا الأحاديث -بحمد الله- مدونة في الكتب والسنن والمسانيد والأجزاء، وحلقات الدروس موجودة، فعلى الإنسان أن يقرأ ويتعلم، ولكن الناس في هذه الأيام منشغلون لا يقرءون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يعملون.

فينبغي على طالب العلم أن يحرص على طلب العلم ويجد ويجتهد فيه مادام أنه في وقت الإمكان وفي وقت الشباب.