للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى الفردوس]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [يخبر تعالى عن عباده السعداء -وهم الذين آمنوا بالله ورسوله وصدقوا المرسلين فيما جاءوا به- أن لهم جنات الفردوس.

قال مجاهد: الفردوس هو البستان بالرومية.

وقال كعب والسدي والضحاك: هو البستان الذي فيه شجر الأعناب.

وقال أبو أمامة: الفردوس سرة الجنة.

وقال قتادة: الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها].

الربوة، المكان المرتفع، وسرة الجنة: وسطها.

وقد جاء في الحديث: (إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن)؛ فهو الوسط وهو الأعلى، ولا يكون الوسط هو الأعلى إلا إذا كان الفردوس مستديراً كالقبة، وهذا يدل على أن الجنة مستديرة الشكل وليست مربعة ولا مسدسة، إذ لو كانت مربعة أو مسدسة لما كان الوسط هو الأعلى، فالذي وسطه أعلاه هو الشيء المستدير، والفردوس فوقه عرش الرحمن، وهو مستدير، بل إن الأفلاك كلها مستديرة، السماوات والأرضون والجنة، فكلها مستديرة الشكل.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقد روي هذا مرفوعاً من حديث سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الفردوس ربوة الجنة أوسطها وأحسنها)].

هذا الحديث فيه ضعف بهذا السند، لكنه ثابت صحيح بغير هذا السند، وهذا السند فيه عنعنة قتادة، والحسن في روايته عن سمرة كلام، فقد قال بعضهم: لم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة.

واستدارة الفردوس لا تنافي أن تكون السماوات والأرض مستديرة.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وهكذا رواه إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة مرفوعاً، وروي عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً بنحوه، روى ذلك كله ابن جرير رحمه الله.

وفي الصحيحين: (إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس؛ فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة)].