للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معنى قوله تعالى: (فسوف يلقون غياً)

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:٥٩].

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:٥٩] أي: خسراناً، وقال قتادة: شراً.

وقال سفيان الثوري وشعبة ومحمد بن إسحاق عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:٥٩]، قال: واد في جهنم بعيد القعر، خبيث الطعم].

وهذا الأثر عن عبد الله بن مسعود ضعيف لأنه منقطع، فـ أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال الأعمش: عن زياد عن أبي عياض في قوله: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:٥٩]، قال: واد في جهنم من قيح ودم.

وقال الإمام أبو جعفر ابن جرير: حدثني عباس بن أبي طالب حدثنا محمد بن زياد حدثنا شرقي بن قطامي عن لقمان بن عامر الخزاعي قال: جئت أبا أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه فقلت: حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا بطعام ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن صخرة زنة عشر أواق قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها خمسين خريفاً، ثم تنتهي إلى غي وآثام قال: قلت ما غي وآثام؟ قال: بئران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار، وهما اللذان ذكرهما الله في كتابه، {أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:٥٩]) وقوله في الفرقان: {وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان:٦٨]، هذا حديث غريب ورفعه منكر].

أبو الزرقاء هو شرقي بن سباط.

وابن زياد كما في تفسير الطبري هو محمد بن زياد بن زبار.

هذا الحديث رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم منكر كما ذكر الحافظ رحمه الله تعالى، لكن قوله: إن قعرها خمسون خريفاً، فهذا موافق لما ثبت في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم سمع وجبة، يعني: صوتاً، فقال: (هذا حجر قذف به في جهنم منذ سبعين خريفاً أو أربعين خريفاً حتى بلغ قعرها) فالحديث السابق يحتاج إلى أن يراجع سنده لمعرفة رواته واتصال السند.

والغي هو الخسار والهلاك.