للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المراد بالباقيات الصالحات]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقوله: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} [مريم:٧٦] قد تقدم تفسيرها والكلام عليها وإيراد الأحاديث المتعلقة بها في سورة الكهف].

يعني: أن المراد بها الأعمال الصالحة، ومنها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، هذه من الباقيات الصالحات، فجميع الأعمال الصالحة هي الباقيات الصالحات.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [قوله: (خير عند ربك ثواباً) أي: جزاء، (وخير مرداً) أي: عاقبة ومرداً على صاحبها.

وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: (جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأخذ عوداً يابساً فحط ورقه، ثم قال: إن قول لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله تحط الخطايا كما تحط ورق هذه الشجرة الريح، خذهن يا أبا الدرداء قبل أن يحال بينك وبينهن، هن الباقيات الصالحات، وهن من كنوز الجنة) قال أبو سلمة: فكان أبو الدرداء إذا ذكر هذا الحديث قال: لأهللن الله ولأكبرن الله ولأسبحن الله حتى إذا رآني الجاهل حسب أني مجنون].

وقول أبي الدرداء: تحط الخطايا يعني: الصغائر أما الكبائر فلابد لها من توبة، والمراد الإكثار من هذه الأذكار.

هذا الحديث مرسل من مراسيل أبي سلمة بن عبد الرحمن، وفيه عنعنة يحيى بن أبي كثير.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وهذا ظاهره أنه مرسل، ولكن قد يكون من رواية أبي سلمة عن أبي الدرداء والله أعلم.

وهكذا وقع في سنن ابن ماجه من حديث أبي معاوية عن معمر بن راشد عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي الدرداء فذكر نحوه].

إذاً: الصغائر تكفر بفعل الفرائض كالصلوات الخمس والوضوء والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كل هذه تكفر الصغائر، والصغائر هي التي لا يترتب عليها حد في الدنيا ولا وعيد في الآخرة.

أما الكبائر فإنه يترتب عليها وعيد في الآخرة بالنار أو الغضب أو اللعنة، أو يترتب عليها حد في الدنيا مثل: السرقة والزنا وشرب الخمر وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم، هذا هو أصح ما قيل في تعريف الكبيرة.