للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سجعل لهم الرحمن ودّاً)

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا * فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا * وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} [مريم:٩٦ - ٩٨].

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وهي الأعمال التي ترضي الله عز وجل لمتابعتها الشريعة المحمدية، يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين مودة، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه، وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير وجه].

الود يعني: المحبة، فالله تعالى يجعل في قلوب عباده للمؤمن التقي مودة ومحبة ليس لكل أحد، ولا عبرة بالكافر والفاسق الذين لا يحبون الموحد، لكن العبرة بالمؤمنين والموحدين الذين يجعل الله في قلوبهم محبة ومودة للمؤمن التقي، ويدل على هذا الحديث: (إن الله تعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبوا فلاناً، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإن الله إذا أبغض عبداً أخبر جبريل بذلك فينادي: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، فيبغضه أهل السماء، ثم توضع له البغضاء في الأرض).