للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بيان أن الماء أصل كل شيء]

قال المصنف رحمه الله تعالى: [وقوله: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء:٣٠] أي: أصل كل الأحياء منه.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا أبو الجماهر حدثنا سعيد بن بشير حدثنا قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة أنه قال: (يا نبي الله! إذا رأيتك قرت عيني، وطابت نفسي، فأخبرني عن كل شيء قال: كل شيء خلق من ماء)].

هذا الحديث أخرجه الحاكم وصححه، وفي سنده سعيد بن بشير وهو ضعيف، وأبو الجماهر: قد يكون بضم الجيم أو بفتحها.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد حدثنا همام عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة قال: قلت: (يا رسول الله! إني إذا رأيتك طابت نفسي، وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء، قال: كل شيء خلق من ماء، قلت: أنبئني عن أمر إذا عملت به دخلت الجنة، قال: أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأحارم، وقم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام)].

تفرد به أحمد، والحديث له أصل، وإسناده على شرط الصحيحين.

والشاهد فيه تفسيره للآية: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء:٣٠]، وهو قوله: (كل شيء خلق من ماء).

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ورواه أيضاً عن عبد الصمد وعفان وبهز عن همام، تفرد به أحمد، وهذا إسناد على شرط الصحيحين إلا أن أبا ميمونة من رجال السنن واسمه سليم، والترمذي يصحح له، وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلاً، والله أعلم].

أبو ميمونة، تابعي وهو رجال السنن.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [وقوله: {وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ} [الأنبياء:٣١] أي: جبالاً أرسى الأرض بها وقررها وثقلها؛ لئلا تميد بالناس، أي: تضطرب وتتحرك، فلا يحصل لهم عليها قرار؛ لأنها غامرة في الماء إلا مقدار الربع فإنه باد للهواء والشمس؛ ليشاهد أهلها السماء وما فيها من الآيات الباهرات، والحكم والدلالات].

ما بدا من الأرض إلا الربع والباقي ماء البحار، أي: ثلاثة أرباع الأرض بحار، والآن في التقريرات الأخيرة يقولون: إنها أقل من الربع، أي: أن اليابس أقل من الربع.

والنار لا شك أنها في الأرض السابعة، وستبرز يوم القيامة وتسجر البحار وتكون جزءاً منها نعوذ بالله، ولا شك أن هذا ليس فيه إشكال، قال تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} [النازعات:٣٦].