للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مال الله الذي نحن أمناؤه، وبه يشغل أوقاته وتمتلي كالإناء آناؤه؛ فلا يدع شيئا يجب لبيت المال المعمور من مستحقه؛ ولا يتسمح في تخلية شيء منه كما أننا نوصيه أنه لا يأخذ شيئا إلا بحقه؛ وليبقي لأيامنا الزاهرة تواقيعه ذكرا لا يفنى، وبرا لا يزال ثمره الطيب من قلمه يجنى، ليكون من رياح

دولتنا التي تغتنم ما يثيره من سحابها المطير، وحسنات أيامنا التي ما ذكرنا وذكر معنا فيها إلا وقيل: نعم الملك ونعم الوزير!).

٤ - وصية نائب القلعة:

(وعليه بحفظ هذه القلعة التي زفت إليه عقيلتها الممنعة، وجلبت عليه سافرة دونها السماء بالسحب مقنعة، وسلمت إليه مفاتيحها - وخواتيم الثريا أقفال - وأوقدت إليه مصابيحها - وقناديل البروق لا تشب لقفال؛ فليبدأ بعمارة ما دعت الحاجة إليه من تجديد أبنيتها، وتشييد أفنيتها، وشد عقودها، وعد ما لا يحصى في الذخائر من نقودها، وتنبيه أعين رجالها والكواكب قد همت برقودها، والأخذ بقلوب من فيها وتدارك بقية ذمائهم وتلافيها، وجمعهم على الطاعة، وبذر الإحسان فيهم إذا عرف أرضا تزكو فيها الزراعة، والتمادي لهم: فرب رجال تجزى عن عدة سنين في ساعة، وتحصين هذا الحصن المنيع بما يدخر في حواصله، ويستمد بعمارة البلاد المختصة به من واصله، وما يكون به من المجانيق التي لا ترقى عقاربها، ولا توقى منها أقاربها، ولا ترد لها مضارب، ولا يكف عن زباني زبانيتها كل ضارب، ولا يخطي سهمها، ولا يخفا بين النجوم نجمها، ولا يعرف ما في صندوقها المقفل، من البلاء المرسل، ولا في فخذها المشمر الساق عن النشاط الذي لا

<<  <   >  >>