للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الخركاه: ورفعت منها قبة امتدت السحب دون سجوفها، وعقدت قبة السماء على

سقوفها؛ وعمرت عمر النسور ما عاش لبدها، وربطت ربط السوابق لا ينزل عنها طول الدهر لبدها؛ وقوي بقوة التركيب على ضعف تلك الأعضاء وهنها، ولا ينفش بسوافي الريح عهنها، ولا تزال لبابيدها الحمر مشربة ندى ورد الخدود، مؤذنة بطول بقائها الأيام مالكها بالخلود.

في أداوي الماء: وحملت معهم أداوي ماء يتبرد في تلك الهواجر بنسيمها، ويقال في ظل نعيمها؛ ولا يستأمن عليها كل خديم، ولا يغضب المتزود بها أن يقدد ولا يقد لها أديم؛ لو أنها وعود لما استطاع إخلافها، أو أمهات لما رضي إلا أخلافها؛ سحب تسري مع حاملها، وتغنيه فلا ينتجع مواقع الغمام استغناء بحاصلها.

في الحياض: وقد صدرت عن تلك الحياض الإبل بريها، وامتلأت جنباتها بما طالت به يد عبقريتها؛ ثم أضحت تلك الرواء دوافق، يمتاح لها الدلاء كأنها سعوب منصبة، ويمتار منها كل قربة لا ترد كأنها تعتقد ذلك قربة.

في الجفان: وشكرا لتلك الموائد الممدودة، واجفان المورودة، وتلك

<<  <   >  >>