للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنائها؛ وتزداد عليها كلبا لا يرطبه شحومها، ولا ينالها منها إلا دماؤها إلا لحومها.

في الزغاريات: ولديه زغاريات منها كل صغير الحجم، ينقض كالنجم، يسلك كل طريق لا يسلك فجه، ويملك منه ما لا يملك من السلوقي المضاعف نسجه؛ يخرج كل ذات وكر، ويطأ إليها كل أرض يفتض منها عذرة البكر؛ لولاه لما حصل الصيد، وإذا فاته البطش

باليد لم يفته بالكيد.

[النوع الرابع: الجوارح]

ويستحب في الجوارح كبر هامتها، ونتوء صدرها، واتساع حماليقها، وقوة إبصارها، وحدة مناسرها، وصفاء لونها، ونعومة رياشها، وقوة قوادمها، وتكاثف خوافيها، وثقل محملها، وخفة وثباتها، واشتدادها في الطلب، ونهمها في الأكل.

ثم اعلم أن الطيور الجوارح نوعان: صقور وبزاة.

فالصقر ما كان أسود العين، والبازي ما كان أصفر العين، على خلاف المسميات. ثم اعلم أن أشرف الجوارح المسماة في وقتنا: السناقر، وليس لها ذكر في القديم؛ وهي مجلوبة من البحر الشامي، مغالى في أثمانها. وقد كان الواحد منها يبلغ ألف دينار، ثم نزل عن تلك الرتبة، وانحط عن تلك الهضبة؛ وهو معدود في الصقور.

واعلم أن الصقور هي: المختصة الآن بتسمية الصقر، وتسميها العرب:

<<  <   >  >>