للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تراجم رجال إسناد حديث تشهد سمرة بن جندب]

قوله: [حدثنا محمد بن داود بن سفيان].

محمد بن داود بن سفيان مقبول، أخرج حديثه أبو داود وحده.

[حدثنا يحيى بن حسان].

وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب إلا ابن ماجة.

[حدثنا سليمان بن موسى أبو داود].

سليمان بن موسى أبو داود فيه لين، أخرج حديثه أبو داود.

[حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب].

ليس بالقوي أخرج حديثه أبو داود.

[عن خبيب بن سليمان بن سمرة].

وهو مجهول أخرج حديثه أبو داود.

[عن أبيه سليمان بن سمرة].

وهو مقبول أخرج حديثه أبو داود.

[عن سمرة بن جندب].

سمرة بن جندب رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

وهذا الحديث كما نرى فيه مجهول، وفيه عدد ممن هو مقبول لا يحتج بحديثهم إلا عند المتابعة، ثم أيضاً هو ليس من رواية الحسن، بل من رواية سليمان بن سمرة عن سمرة، إذاً: فالحديث غير ثابت وهو مخالف للصيغ الأخرى، وهو مختصر، وفيه بعض ما في الذي قبله، وفيه زيادة [والملك لله] وهو غير ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[قال أبو داود: سليمان بن موسى كوفي الأصل كان بدمشق].

ذكرنا أن فيه ليناً، وأخرج له أبو داود.

[قال أبو داود: دلت هذه الصحيفة على أن الحسن سمع من سمرة].

هذا الكلام الذي قاله أبو داود رحمه الله قيل في معناه: أن سليمان بن سمرة في طبقة الحسن، وإذا كان من طبقة الحسن فهو مثل الحسن، والمعنى: أن الحسن سمع من سمرة، والواقع أن الحسن سمع من سمرة في الجملة، وقد سمع منه حديث العقيقة، كما جاء ذلك في صحيح البخاري، وقد أدركه ولقيه وسمع منه، لكن الشأن في السماع مطلقاً، فليس كل ما جاء عن الحسن عن سمرة سمعه من سمرة؛ لأن الحسن مدلس، والمدلس يحذف من بينه وبين المروي عنه، فإذا روى بالعنعنة أو قال؛ فإنه يحتمل الانقطاع.

وهذا الحديث يدل على مجرد السماع لكون هذا عاصر هذا، وهذا سماعه ثابت بدون هذه المقارنة أو هذه المقايسة، وذلك موجود في صحيح البخاري في حديث العقيقة، فأصل السماع ثابت، وإنما الخلاف في السماع المطلق، لأنه مدلس، والمدلس يحتاج إلى التصريح بالسماع، والذي جاء مصرحاً فيه بالسماع هو حديث العقيقة.

والحافظ نقل عنه أنه قال: لم يتبين لي وجه الدلالة، يعني الدلالة على كون الحسن سمع من سمرة في هذا الحديث، وكما قلت بعض العلماء ذكروا أن هذا في الطبقة الثالثة وهذا في الطبقة الثالثة وكل منهم أدرك سمرة، لكن ليس القضية قضية إدراك؛ لأن الإدراك ثابت من غير هذا الحديث.

فائدة: وقع في بعض النسخ الخطية لـ أبي داود كما نقلها محمد العوام، يقول: في التعليق لشيخنا مولانا محمد زكريا الكاندهلوي رحمه الله على كتاب شيخه بذل المجهود، نقلاً عن الشيخ حسن عرب اليمني البهبالي أنه وقع في بعض النسخ الخطية لـ أبي داود: وحدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثني الحسن سمعت سمرة بن جندب يقول في خطبته: أما بعد الحديث.

لكننا لا ندري أين هذه النسخ؟ ثم أيضاً لم يعرف أنه صرح بالسماع إلا في حديث العقيقة، وأيضاً لو ثبت من هذه الطريق فالحديث نفسه فيه الأشخاص المتكلم فيهم في إسناده.

<<  <  ج:
ص:  >  >>