للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأم، والهوى تنفس النفس، وهو كدورته، وأصل جوهريته، وهو مظلم، وهو قوة غذاء الأم، لأن التراب مظلم، وأمك إنما ربتك من اللبن، ومما أخرجت الأرض، فلذلك قيل في الحديث: لكل شيء نفس، ونفس النفس الهوى، فما دام الروح فيك، فأنت كون الروح، فإذا خرج منك، صار وجهك وجميع جسدك كأنه ذرّ عليك التراب، لأنه لما زال الروح تغير الجسد إلى جنسيته الترابية، فقد علم شهوات الأرض ولذتها، وعرفها بذلك العنصر المنظلم المتشعب. هناك له ميلان، يهوى إلى جنسه. فسمي هوى، لأنه تهوى به النفس، والنفس تهوى بالقلب، والقلب يهوى بالأركان إلى العقل، والعقل يهوى بجميع الجسد غدا إلى النار، فمن ههنا هواك يميل بك إلى نعيم الأرض، لأنه من جنسه، وإليه يحنّ، وله يألف، فهذه النفس مضطربة إذا حملت عليها أمر الله تعالى، كذلك الأرض لما حمل عليها

الخلق

<<  <   >  >>