للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقول: هذا البيت مرتب على ما قبله؛ يقول: لا تغتر بلين القول من العدو، فإنه يخرج من قلب قاس، كما إن الماء يخرج من الصخر، ولا تحقر منه خاملا ضئيلا فربما كبر أذاه وازداد حتى يلحقك ضرره، كالنار تخرج من عود، وقد ذكرته قبل.

وقوله: الوافر

ذِرَاعاهَا عَدُوَّا دُمْلَجَيْهَا ... يَظُنُّ ضَجِيعُهَا الزَّنْدَ الضَّجِيعَا

قال: أفرط حتى لو دخل ذلك في الإمكان لخرج إلى الذم، والذراع ليس بمحل للدملج.

وأقول: إن أبا الطيب لم يجهل أن الذراع ليس بمحل للدملج، وإنما قوله:

ذِرَاعَاها عَدُوَّا دُمْلَجَهَا ... . . . . . .

إخبار عن عظم معصمها، وإن دملجها لو وضع موضع السوار من معصمها

لانفصم من غلظه!

<<  <  ج: ص:  >  >>