للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: الطويل

أشَاروا بتَسْليمٍ فَجُدْنَا بأنْفُسٍ ... تَسِيلُ من الآمَاقِ والسِّمُ أدْمُعُ

قال: يقول: أشاروا إلينا بالسلام فجدنا عليهم بأرواح سالت من الآماق واسمها دموع، وتفسير هذا قولي: الطويل

خَلِيلَيَّ لا دَمْعاً بَكْيتُ وإنما ... هو الرُّوحُ من عَيْني تسيل فَتَخْرُجُ

وأصل الاسم: سم، بكسر السين ويقال سم أيضا.

فيقال له: لقد ضعف تفسيرك وشعرك وتصريفك! أما قوله:

. . . فجُدْنَا بأنْفُسٍ. . . ... . . .

فليس من الجود الذي هو كثرة العطاء، إنما هو من الجود الذي هو كثرة البكاء بإسالة الأنفس، التي اسمها دموع من الآماق. وأما البيت الذي فسر به بيت أبي الطيب فقد كان له مندوحة عن ذكره بستره، لضعف عجزه وثقل صدره، واكتفاء بقوله: الكامل

أروَاحُنَا انهمَلَتْ وعِشْنَا بَعْدَهَا ... من بَعْدِ ما قَطَرَتْ على الأقْدامِ

<<  <  ج: ص:  >  >>