للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثله قول من يقول:

أقول يوم تلاقينا وقد سجعت ... حمامتان على غصنين من بان

الآن أعلمُ أن الغُصن لي غَصَن ... وإنما البان بين عاجل دان

فقمت تخفضني أرض وترفعني ... حتى ونَيْت وهد السير أركاني

ومثل ذلك يقول جِرَان العَود:

جرى يوم رححنا يَزُفُّها ... عُقاب وشَحّاج من البين يبرح

فأما العُقاب فهو منا عقوبة ... وأما الغراب فالغريب المُطوّح

فلم يجد في العُقاب إلا العقوبة، وجعل الشّحاج - وهو غراب البين - دليل الغرب المطوّح.

ولئن أشفق جِرَان العَوْد من العقاب. وارتفعت منه العقوبة، لقد تيمن به غيره، وتنظَّر منه العقبى، مما هو فيه من نار الشوق، فقال:

وهاب رجال يقولوا جَمْجَموا ... فقالت لهم جار إلىّ ربيح

عُقاب بأعقاب من النار بعد ما ... مضت نِيّةٌ لا تستطاع طروح

وقالوا دَمٌ دامت مودة بيننا ... وعاد لنا غصن الشباب قريح

وقال صِحابي هدهد فوق بأنة ... هدى وبيان في الطريق يلَوح

وقالوا حَمامات فحّم لقاؤها ... وَطَلْحٌ فَزيرت والمَطيّ طَليح

قالوا: فهو إذا شاء جعل الحمام من الحِمام والحميم والحِمىَ. وإن شاء قال: وقالوا حمامات فحّم لقاوها. وإذا شاء اشتق البين من البان. وإذا شاء اشتق منه البيان

<<  <  ج: ص:  >  >>