للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتطيل المرزّآت المقاليت ... إليه العقود بعد القيام

يتعرّفن حُرّ وجه عليه ... عِقْبَةُ السَّرْوِ ظاهراً والوسام

[البئر في شفة الصبي]

مما يعمل النساء إذا بُثرت شفة صبيهن، أن يُحمَّلنه مُنخُلاً فيطوف على بيوت الحي ينادي: الْحَلاَ الْحَلاَ الطعام الطعام. فتلقي له النساءِ كِسَر الخبز وأقطاع الثمر واللحم في المنخل، فينثر ذلك للكلاب. فأيما كلب أو طفل تناول منه بثرت شفته وبرأ الصبي. قالت امرأة:

ألا حَلاَ في شفة مشقوقة ... فقد قضى مُنْخُلتا حقوقه

[عمل الشمس في الأسنان]

كان عمل الصبي والصبية إذا سقط لأحدهما سنّ، أن يأخذها بين السبابة والإبهام، ويستقبل بها الشمس، ويقول يا شمس أبدليني بسنّ أحسن منها وْلتَجْرِفي ظَلْمِها آياتك. فهنالك تستقي من ضوء الشمس، فلا يكون سنٌّ أو أوضأ ولا أدق منها. وذلك المعنى بقول طَرَفة:

شادن يجلو إذا ما ابتسمت ... عن أَقاحٍ كأقاح الرمل غُرّ

بدلته الشمس من منبته ... بَرداً أبيض مصقول الأثر

وقوله:

سقته إياه الشمس إلا لثاته ... أُسِفَّ ولم تَكْدُمْ عليه بإِثمدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>