للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويأخذ رايات الطعان بكفه ... فيوردها بيضاً ويُصدرُها حمرا

كريم إذا اعتز اللئيم تخاله ... إذا ما سرى الدجى قمراً بدرا

وهنالك الكثير من سادات العرب وذوي زعامتهم انكشفت عنهم السبايا فلم يضع ذلك من منازلهم أو يُهَجَّنْ من أحسابهم. ومن بين أولئك دُرَيدُ بن الصَمَةِ حكيم العرب وشاعر فرسانهم وفارس شعرائهم وأمُّهُ ريحانة بنت معد يكرب أسرها

الصَمَّةُ بن عبد الله تزوجها فأنجبت دريداً واخوته. وهي التي يقول عمرو في حديث إسارِها:

أمن ريحانة الداعي السَّميعُ ... يُؤرَّقُني وأصحابي هُجُوع

سباها الصَمَّةُ آلْجشَمِيُّ غصبا ... كأن بياض غُرتها صديع

وحالت دونها فرسان قيس ... تَكَشَّفتُ عن سواعدها الدروع

إذا لم تستطيع شيئا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع

وبرغم كل ذلك كان النساء يبذلن ما ملكن من جهد وحيلة في الخلاص من الأسر ولو إلى الموت أنفة واستحياء وإبقاء على ذكر آلهن وذويهن. ومن أمثلتهن في ذلك: المنية ولا الدنية كما حدّثوا أن فاطمة بنت الْخرشُب لما أسرها حَمَل بن بدر رمت بنفسها من الهودج منكسة فماتت. ومن أمثال العرب: شرُّ يوميها وأغواه لها

وأصل ذلك أن امرأة من طَسْم يقال لها عَنز أُخذت سَبية فحملوها في هودج وألطفوها بما ملكت ألسنتهم وأيديهم فقالت عند ذلك: شرُّ يوميها وأغواه لها

<<  <  ج: ص:  >  >>