للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقدناه فقدان الربيع وليتنا ... فديناه من فتياننا بألوف

وما زال حتى أرهق الموت نفسه ... شجاً لعدوّ أو لجاً لضعيف

حليف الندى غن عاش يرضي به الندى ... وإن مات لا يرضى الندى بحليف

فإن يك أرداه يزيد بن مزيد ... فرب زحوف فضها بزحوف

فيا شجر الخابور مالك مورقاً ... كأنك لم تحزن على ابن طريف

ألا يا لقومي للنوائب والردي ... ودهر ملح بالكرام عنيف

وللبدر من بين الكواكب إذ هوى ... وللشمس همت بعده بكسوف

ولليث فوق النعش إذ يحملونه ... إلى حفرة ملحودة وسقوف

بكت تغلب الغلباء يوم وفاته ... وأبرز منها كل ذات نصيف

يقلن وقد أبرزن بعدك للورى ... معاند حلي من برى وشنوف

كأنك لم تشهد مصاعاً ولم تقم ... مقاماً على الأعداء غدو خفيف

ولم تشتمل يوم الوغى بكتيبة ... ولم تبد في خضراء ذات رفيف

عليك سلام الله وقفا فإنني ... أرى الموت وقاعاً بكل شريف

وقالت كذلك تبكيه:

ذكرت الوليد وأيامه ... إذا الأرض من شخصه بلقع

فأقبلت أطلبه في السماء ... كما يبتغي أنفه الأجدع

أضاعك قومك فلينظروا ... إفادة مثل الذي ضيعوا

لو آن السيوف التي حدّها ... أصابك تعلم ما تصنع

نبت عنك أو جعلت هيبة ... وخوفا لصولك لا تقطع

<<  <  ج: ص:  >  >>