للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعمري لقد ذل العرب بموت الأمين ذلة تصدع لها ركن الإسلام صدعا لم يجبره المأمون بما اجتلب من علم وأدب، حتى لقد قال قائلهم:

سألونا عن حالنا كيف أنتم ... مَنْ هَوَى نجمه فكيف يكون

نحن قوم أَذلنا حادث الده ... ر فَظَلْنا لريبه نستكين

نتمنى من الأمين إياباً ... ليت شعري وأين منا الأمين

وإن أعوزتك صفات الأمين، فاستمع لما قالته فيه لبانة ابنة ريطة ونحن نعيد شيئاً منه لحاجتنا إليه ونعلم أنّ الشعراء وإن أغرقوا في الصفات فهم لا يخلقونها

قالت لبانة:

أبكيت لا للنعيم والأنس ... بل للمعالي والرمح والفرس

حتى قالت:

من للحروب التي تكون بها ... إن أضرمت نارها بلا قَبَس

من لليتامى إذا هم سبغوا ... وكل عان وكل محتبس

أم من لِبرّ من لفائدة ... أم من لذكر في الغلس

وقال أبو نواس في رثائه:

أيا أمين الله من للندى ... وعصمة الضعفى وفك الأسير

خلفتنا بعدك نبكي ... دنياك والدين بدمع غزير

يا ويلنا بعدك ماذا بنا ... من ضنك صروف الدهور

لا خير للأحياء في عيشهم ... بعدك والزلفى لأهل القبور

وعلى ذكر الأمين وأمه زيد نذكر لها وصية أوصت بها علي بن عيسى حين خرج للقاء جيش المأمون يا علي إنّ أمير المؤمنين وإن كان ولدي فإني على عبد الله المأمون متعطفة مشفقة، لما يحدث عليه من مكروه وأذى. وإنما ولدي ملك

<<  <  ج: ص:  >  >>