للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حجرتها تغني، فذهب حتى انتهى إلى حجرتها واستمع إليها فإذا هي تغني بقولها:

أدور في القصر لا أرى أحداً ... أشكو إليه ولا يكلمني

حتى كأني ركبت معصية ... ليست لها فدية تخلصني

فهل لنا شافع إلى ملك ... قد زارني في الكرى فصافحني

حتى إذا ما الصباح عاد لنا ... عاد إلى هجره فصالحني

ولما قتل المتوكل تفرق جواريه فكان مصير محبوبة إلى وصيف أحد المماليك الذين جلبهم المعتصم ثم غفل عنهم الزمان فأصبح لهم في هذه الدولة ملك وسلطان. وكان مصيرها إليه في كثير من جواري المتوكل، فلما انتهين إليه جلس للشرب وأحضرهن عليهن الثياب المذهبة والجواهر الوضاءة وقد تصنعن وتطيبن إلا محبوبة فإنها جاءت مرهاء متسلية حزناً على المتوكل، فغنى! فأخذت العود وغنت وهي تبكي وتقول:

أي عيش يطيب لي ... لا أرى فيه جعفرا

ملكا قد رأته عين ... ي قتيلاً معفرا

كل من كان ذَا هُيَا ... م وحزن فقد برا

غير محبوبة التي ... لو ترى الموت يشتوى

لاشترته بملكها ... كل هذا لتُقبرا

إن موت الكئيب ... أصلح من أن يعمرا

فاشتد ذلك على وصيف وهم بقتلها، وكان بَغَا حاضراً - وهو خدينة وقسيمة في التغلب على الملك والعبث بالخلافة - فاستوهبها منه، فوهبها له، فأعتقها وأطلقها

<<  <  ج: ص:  >  >>