للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومشاورة النساء فإن رأيهنّ إلى أفن وعزمهن إلى وهن - النساء شر كله وشر ما فيهن كله الاستغناء عنهن، ومما نحلوه صحابة رسول الله دعواهم أن عليا عليه السلام قال لا تطيعوا النساء على حَال. ولا تأمنوهن على مال، ولا تذروهن يدبرن العيال، فإنهن إن تركن وما يردن أوردن المهالك وأزلن الممالك، لا دين لهن عند لذاتهن، ولا عقل لهن شهواتهن، ينسين الخير ويحفظن الشر، يتهافتن في البهتان ويتمادين في الطغيان ويتصدّين للشيطان وقولهم على لسان سَلمان رضي الله عنه: النساء عِيّ وعورة، فداووا العي بالسكوت، والعورة بالبيوت. وزعموا أن من الأقدمين من قال لا تدع المرأة تضرب صبيا فإنه أعقل منها. ومنهم من قال إذا وصفت المرأة بالعقل فهي غير بعيدة عن الجهل وأن سقراط رأى امرأة تحمل ناراً فقال: ناراً والحامل شر من المحمول. وقيل له أي السباع شر؟ فقال المرأة.

كل ذلك وأمثاله لم تقبله الألسنة إلا في العهد العباسي، وقد ظهر اختيان المرأة في أحط مظاهر على ألسنة الشعراء، ومن أشنع ما قيل في ذلك العهد.

تمتع بها ما ساعفتك ولا تكن ... جزوعا إذا بانت، فسوف تبين

وإن هي أعطتك اللَيان فإنها ... لغيرك من خلانها ستلين

وخنها وإن كانت تفي لك إنها ... على مدد الأيام سوف تخون

وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين

ثم ما زال الشعراء يتداركون على ذلك السنن الوعر من هُجر الكلام ومُرَّه حتى جاء أبو العلاء فاتهم المرأة في ذمتها وأمانتها ودينها وخلقها! ولم يدع لها لمحة من الخير ولا حجب عنها لفحة من الشر، وهو في ذلك لم يَعْدُ ما يقوله أهل هذا العصر في المرأة، ونحن هنا نلم بشيء مما قال في هذا السبيل. قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>