للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى دمشق. وفي هذه السنة أمر الوليد بن يزيد على جيوش البحر، الأسود بن بلال المحاذي وسيره إلى قبرس ليخير أهلها بين المسير إلى الشام أو إلى الروم، فاختارت طائفة جوار المسلمين فسيرهم إلى الشام، واختار آخرون الروم فسيرهم إليهم وأسكنهم الماحوز على ساحل البحر بين صور وصيدا.

[يزيد بن الوليد:]

وكان من أمر يزيد بن الوليد وهو ثاني عشر خلفائهم أن نقص الناس من عطائهم فسمي يزيد الناقص، وكان الخليفة من بني أمية إذا مات وقام آخر زاد في أرزاقهم وعطاياهم عشرة دراهم فيقولون: عير بعير وزيادة عشرة.

اضطربت البلدان على يزيد ولما قتل خرج أهل حمص وأغلقوا أبواب المدينة وأقاموا النوائح والبواكي عليه وطالبوا بدمه، وقتلوا مروان بن عبد الله بن عبد الملك وكان عامل الوليد على حمص وهو من سادة بني مروان نبلا وكرما وعقلا وجمالا، ولما أجمع الحمصيون على محاربة يزيد بدمشق جهز جيشا قاتلهم قريبا من ثَنِيَّة العقاب فانهزم الحمصيون واستولى على المدينة وأخذ البيعة عليهم. قال الدينوري معللاً سر قيام الحمصيين: إن المضرية تلاومت فيما كان من غلبة اليمانية عليها، وقتلهم الخليفة الوليد بن يزيد فدب بعضهم إلى بعض، واجتمعوا من أقطار الأرض، وساروا حتى وافوا مدينة حمص وبها مروان بن محمد بن مروان

ابن الحكم وكان يومئذ شيخ بني أمية وكبيرهم وكان ذا أدب كامل، ورأي فاضل، فاستخرجوه من داره وبايعوه وقالوا له: أنت شيخ

<<  <  ج: ص:  >  >>