للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أعظم شعوب أوروبا عراقة في هذه الديار البنادقة والبيزان والجنويون والطوسقانيون من أهل إيطاليا وكانت أهم تجارة البحر المتوسط في أيديهم من القرن الخامس إلى القرن التاسع للهجرة ومنهم من توالد في ديارنا وملك الدور والتجارات الواسعة.

[المهاجرون والمحدثون اليهود والأرمن:]

وفي أواخر القرن الماضي جاء الشام قبائل كثيرة وجاليات مهمة من الطاغستان والبشناق والششن والشركس والمغاربة فنزلوا بعض القرى في فلسطين مثل قيسارية، وبعض بلاد الجنوب مثل عمان وعين صويلح وناعور ووادي السير، وبعض القرى في إقليم الجولان ومنها القنيطرة وما إليها من القرى، وبعض قرى حمص وحلب، فلم يأتِ عليهم بطن حتى استعربوا محتفظين بلغاتهم الأصلية، كما استعرب من قبل التراكمة والأكراد. وهناك بقايا من موظفي الترك سكنوا بعض مدن الشام على عهد العثمانيين وامتزجوا بأهلها وتعربوا.

ومن أهم المهاجرين المتأخرين مهاجرو الصهيونيين من الإسرائيليين إلى فلسطين، وأكثرهم ممن اضطهدوا في روسيا وبولونيا ورومانيا، ومنهم من كانوا من العنصر الجرماني وهؤلاء يتعاصون على التعرب وقد جعلوا من لغاتهم الأصلية واللغة العبرية ألسنهم المدنية والدينية، ويقدرون الإسرائيليين عامة في فلسطين بنحو مليون ونصف مليون كان الألمان كثرتهم الغامرة، وقل عدد العرب فيها بعد أن طردهم اليهود من أرضهم وقدر عدد النازحين من المسلمين والنصارى بتسعمائة ألف تشردوا في الأقطار المجاورة، وما ندري هل يعلم أبناء إسرائيل

العرب لسانهم أم يخضع العبرانيون بحكم الطبيعة إلى التعرب بعد جيلين أو ثلاثة كما جرى في كل مكان وطئتها أقدام العرب. وكذلك يقال في مهاجرة الأرمن والروم في الشام، فقد قذفت الحوادث الأخيرة في قيليقية وأزمير نيفاً ومائة وثمانين ألف نسمة أكثرهم من الأرمن، نزلوا حلب ودمشق وبيروت وغيرها من البلدان الصغرى. وقد عاد قسم عظيم منهم فجلا عن الديار الشامية، قصد بعضهم إلى أمريكا

<<  <  ج: ص:  >  >>