للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طلعة هذا الملك كما أنها لم تشهد من والده من قبل شيئا من خطط الإصلاح ولا من القوانين النافعة، ولا شاهدتهم أو وكلاءهم يشرفون على الشام ليرفعوا الضيم عن أهله، وفي عهده ٩٨٠ وزع القشلق أي العساكر المشتية على الشام ونهب عسكر الدولة لبنان وما إليه وسلبوا سائمته وأسرفوا في الظلم، حتى كادت الناس تسأل الموت لنفوسها، وأقفرت في لبنان قرى كثيرة وفي الدر المنظوم أنه قتل من الموارنة في تلك المعمعة نحو ثلاثين ألفاً كذا عدا الذين قتلوا في ليماسول في جزيرة قبرس حين حاصرها الأتراك وفتحت سنة ٩٧٨.

[عهد السلطان مراد الثالث وحملات على أرباب]

[الدعارة:]

وفي سنة ٩٨٢ تولى الملك مراد الثالث فقتل اخوته الأربعة وكانت همته مصروفة إلى توسيع حدود مملكته أيضاً وفي أيامه ٩٩١ وجه عسكراً إلى لبنان لحرب الموارنة للشكاوي التي قدمت إليه من طائفة الروم في سواحل طرابلس بأنهم أخربوا تلك الكور. وفي سنة ٩٩٣ ولي السلطان خسرو باشا إيالة الشام وجاء دمشق وتخاصم مع محمد علي باشا الوند الوالي السابق مدة شهر، ثم استقرت الحال على تولية علي باشا وانفصل خسرو باشا، وكانت مدة ولايته سبعة أشهر فعزل ثم خلفه جامورجي محمد باشا وبقي في الولاية أربعة أشهر ثم خلفه علي باشا مرة ثانية وبقي والياً أربعة أشهر. وفيها سرقت الخزينة السلطانية في جون عكار في طريقها من مصر إلى الآستانة فوجهت الدولة إبراهيم باشا وضربت على أيدي المعتدين، وسار جعفر باشا حاكم طرابلس وأحرق إقليم عكار، وتقدمت الشكايات من حاكم طرابلس على الأمير محمد بن عساف وعلى أمراء الدروز بأنهم هم الذين سلبوا الخزينة، فسار إليهم إبراهيم باشا ولما وصل إلى عين صوفر حضر إليه عقال الدروز فغدر بهم وقتل منهم نحو ستمائة رجل. ويقول كامل باشا: إن إبراهيم باشا لما جاء من مصر إلى الشام كان في عشرين ألف جندي ودعا أمراء الدروز إلى المعسكر فأبى ابن معن أن يجيب الدعوة لأن والي دمشق مصطفى باشا كان استدعى أباه وغدر به وقتله فأقسم هو ألا يجيب دعوة أحد من رجال العثمانيين، فأحرق الجيش العثماني ٢٤ قرية من قرى ابن معن وقتل الدروز القائد أويس باشا مع خمسمائة

<<  <  ج: ص:  >  >>