للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخلافه أن يقدموا جنداً من أبنائهم الحين بعد الآخر لمعاونة الرومان وظلت مملكتهم حرة قوية. وأصبحت مملكة النبط ولاية مستقلة برأسها نحو سنة ٣٥٨ تحت اسم مملكة فلسطين أو فلسطين المسالمة. وحمل الإمبراطور تراجان على النبطيين فبدد شملهم وقضى على مدنيتهم سنة ١٠٦م فاندمجوا في غيرهم وعدد ملوكهم أربعة عشر ملكاً منهم من اسمه الحارث ومنهم عبادة ومنهم مالك وبينهم بعض الملكات من النساء.

[دولة تدمر:]

ولما تراجع أمر مملكة النبط في نحو منتصف القرن الثالث للمسيح، لارتقاء مملكة تدمر ومملكة فارس اللتين نازعتاها التجارة، أخذت تدمر ترتقي بتجارتها وأصبحت زمناً هي ومملكة النبط مركزي التجارة في الشام ونقطة اتصال الشرق بالغرب. وانضمت مملكة تدمر إلى ممالك الرومان نحو السنة السادسة والثلاثين قبل الميلاد. وكان القائد مرقس أنطونيوس عائداً من حرب الملوك الأرشكيين، فحاول الاستيلاء على تدمر فقاومه أهلها على الفرات وتغلبوا عليه. وبعد ذلك توطدت العلائق الحسنة بين تدمر ومملكة الرومان ونالت حقوق مستعمرة رومانية بفضل بعض إمبراطورة الرومان.

ويرى رنزفال أن العهد الذي فيه ارتقت حاضرة زينب أي تدمر إلى أوج التمدن هو نفس الزمن الذي به تواتر على عرش رومية بعض الملوك الشرقيين كسبتيميوس ساويرس وإسكندر ساويرس وفيلبوس العربي، فلا عجب إن جرأ أُذينة الأول على خلع السلطة الرومانية وإقامة دولة مستقلة تضم البادية وديار العرب الشمالية. وكان هذا الرجل ابن خيران ابن وهبلات بن نصور من بني السميدع انتهز الفرصة وادعى الملك سنة ٢٥٠م فقتله القيصر الروماني. وحارب أُذينة وأخلافه الفرس غير مرة كانوا فيها يستظهرون عليهم ويحرزون رضا

الإمبراطورية الرومانية.

ولقد خرج على أذينة قائد روماني اسمه كياتوس فحاصره أذينة في حمص، فلما ضاقت به الحال خانه قائده كاليستوس وقتله، ففتحت أبواب حمص ثم قتل كاليستوس، فأقر إمبراطور الرومان لأذينة بحق الرئاسة ودعاه

<<  <  ج: ص:  >  >>