للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الشام في الإسلام]

[من سنة ٥ إلى سنة ١٨ للهجرة]

[حالة الشام قبيل الفتح:]

دعا الداعي إلى الإسلام في جزيرة العرب وكثر من دانوا به، فكان الشام من أول الأقطار المجاورة للحجاز التي فكر الرسول العربي عليه الصلاة والسلام في فتحها لنشر كلمة التوحيد، وكانت تحت حكم الرومان منذ سبعة قرون، وملكها صاحب مملكة بيزنطية أو مملكة الروم الشرقية ويعرف عند العرب باسم هرقل. وكان سكان هذه الديار من سريان وعرب وروم وفرس أصحاب علاقات مع الحجاز بالتجارة، كما كانت علائق عرب الحجاز في الجاهلية كثيرة جداً بأهل هذا القطر، وأهم ما كان يرجى منه تيسير الفتح أن كانت قبائل عربية كثيرة تنزل الشام وتشارك دولة الروم في الأحكام، وأشهرها غسان في الجنوب وتنوخ في الشمال وتغلب في الشرق. وكانت هذه القبائل العربية دانت بالنصرانية وتركت عبادة الأصنام والأوثان. فقويت الروابط بينها وبين البيزنطيين فكانوا يؤدون لزعمائهم الرواتب ليقفوا في وجه البادية في الجنوب حتى لا يهاجموا الشام، وفي وجه الفرس في الشرق حتى لا يهددوا آسيا الصغرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>