للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصار إلى إنطاكية واستنفر الروم وأهل الجزيرة وبعث عليهم رجالاً من خاصته وثقاته فلقوا المسلمين بفحل فقاتلوهم أشد قتال وأبرحه حتى ظهروا عليهم، وقُتل بطريقهم وزهاء عشرة آلاف معه وتفرق الباقون في مدن الشام ولحق بعضهم بهرقل.

ولما سار المسلمون بعد أن فرغوا من أجنادين إلى فحل نزلت الروم بَيْسان فبثقوا

أنهارها وفي أرض سبخة فكانت وحلاً، ونزلوا فحل وَبيْسان، فلما غشيها المسلمون ولم يعلموا بما صنعت الروم وِحلَت خيولهم، ولقوا فيها عناء ثم سلموا. وسميت بيسان ذات الردغة لما لقي المسلمون فيها، ثم نهضوا إلى الروم وهم بفحل فاقتتلوا فهزمت الروم ودخل المسلمون فحل ولحقت رافضة الروم بدمشق، فكانت وقعة فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة. قال الطبري: كان الروم في فحل بعد أن رحلت حيارى لا يعرفون مأخذهم، فأسلمتهم هزيمتهم وصيرتهم إلى الوحل فركبوه ولحق أوائل المسلمين بهم وقد وحلوا فركبوهم وما يمنعون يد لامس فوخزوهم بالرماح، فكانت الهزيمة في فحل، وكان مقتلهم في الرَّداغ فأصيب الثمانون ألفاً لم يفلت منهم إلا الشريد. وكان الله يصنع للمسلمين وهم كارهون: كرهوا البثوق فكانت عوناً لهم على عدوهم، وأناة من الله ليزدادوا بصيرة وجداً.

[الأردن وفلسطين وجبل اللكام:]

افتتح شُرَحْبيل بن حَسنَة الأردن عَنوة ما خلا طبرية فإن أهلها صالحوه على أنصاف منازلهم وكنائسهم، وفتحت جميع مدن الأردن وحصونها على مثل صلح طبرية فتحاً يسيراً بغير قتال، ففتح بيسان وسوسية وأفيق وجرش وبيت رأس وقَدَس والجولان، وغلب على سواد الأردن وجميع أرضها وعلى صفورية وعكا وصور، وبفتح هذين الثغرين من الساحل

<<  <  ج: ص:  >  >>