للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتابان هما من قبيل ما يقرره الفاتحون من الأحكام العسكرية أو الإدارة العرفية كما يسمونها اليوم وهي كما لا يخفى تختلف باختلاف الأمم والحالات وليست أصلاً من أصول الدين لا يجوز تبديله.

وهذا نص العهد الذي أعطاه خالد بن الوليد قبل أن يعلم بما صار إليه حال

المسلمين في الشق الآخر من المدينة مدينة دمشق:

بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذ دخلها، أعطاهم أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم لا يهدم ولا يسكن شيء من دورهم، لهم بذلك عهد الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم والخلفاء والمؤمنين لا يعرض لهم إلا بخير إذا أعطوا الجزية.

وذكر الطبري أن أبا عبيدة بن الجراح دخل دمشق في سنة ١٤ فشتى بها، فلما ضاقت الروم سار هرقل بهم حتى نزل إنطاكية ومعه من المستعربة لخم وجذام وبلقين وبلي وعاملة، ومن تلك القبائل من قضاعة وغسان بشر كثير، ومعه من أهل أرمينية مثل ذلك، وبعث الصقلار خصياً له فسار بمائة ألف مقاتل معه، من أهل أرمينية اثنا عشر ألفاً ومعه من المستعربة من غسان وتلك القبائل من قضاعة اثنا عشر ألفاً عليهم جبلة بن الأيهم الغساني وسائرهم من الروم. وسار إليهم المسلمون وهم أربعة وعشرون ألفاً عليهم أبو عبيدة بن الجراح فالتقوا باليرموك في ١٢ رجب سنة ١٥ ٢٠ آب ٦٣٦ فاقتتل الناس قتالاً شديداً. وتدل عبارة الطبري على أن فتح دمشق كان قبل فتح اليرموك والمعقول المعول عليه أن فتح اليرموك كان قبل فتح دمشق.

[فتح حمص وشيزر والمعرة وبعلبك وصيدا وبيروت]

[وجبيل وعرقة:]

وبينا المسلمون على حصار دمشق، وقد حوصرت ستة أشهر، أقبلت خيل من عقبة السليمة مخمرة بالحرير فثار إليهم المسلمون فالتقوا فيما بين بيت لهيا قرب دومة والعقبة التي أقبلوا منها، فهزموهم وطردوهم إلى أبواب حمص، فلما رأى أهل حمص ذلك ظنوا أنهم فتحوا دمشق فقال

<<  <  ج: ص:  >  >>