للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا هِّنَ الْكتَابِ يدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكمَ بَيْنَهُمْ) هذه الآية نزلت في طائفة من اليهود، دعاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الدين الحق فأعرضوا، ودعاهم ليحكم بينهم كتاب الله فأعرضوا، ولكن ما كتاب الله الذي دعاهم إليه؛ روى في ذلك ابن جرير الطبري روايتين:

إحداهما: أن المراد من كتاب الله التوراة، فهي في أصلها كتاب من عند الله، وإن حرفوه وغيروه؛ ويروى في ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مَدْرَاسَ اليهود، وهو بيت تدارسهم، فدعاهم إلى الله، فقال قائلهم له: على أي دين أنت يا محمد؟ قال: على ملة إبراهيم، فقال القائل: إن إبراهيم كان يهوديا، فقال الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: " هَلُمَّ إلى التوراة فهي بيننا وبينكم " هذه هي الرواية الأولى. وإطلاق كلمة (كِتَابِ اللَّهِ) على التوراة باعتبار أصلها، وباعتبار أن الجزء الذي كان التحاكم إليه فيها هو من الجزء الباقي الذي لم يدخله تحريف.

والرواية الثانية: أن كتاب الله هو القرآن؛ وذلك لأن طائفة من اليهود تحاكموا إليه - صلى الله عليه وسلم - ليحكم بينهم بحكم القرآن، فلما تبين لهم الحكم وأنه على غير هواهم أعرضوا وَنَأوْا بجانبهم عن سماع قول الحق والإنصات إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>