للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مشاهدة ولا عن سماع، فطريق العلم بها هو الله، وهذا يدل على أن القرآن من عند الله العزيز الحكيم، وهو سجل الشرائع السماوية الخالد إلى يوم القيامة، ولو كره الكافرون، كما قال منزله سبحانه: (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).

* * *

(إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (٤٦) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٧)

* * *

توالت في حذه القصة خوارق العادات متدرجة من القريب من المألوف إلى البعيد الذي لَا يعرفه الناس قط بمقتضى السنن الكونية المطردة؛ فقد ولدت مريم البتول بعد أن نذرت لتكون خالصة للبيت المقدس، وكان يأتيها في المحراب الرزق من حيث لَا تحتسب ولا تقدر، حتى أثار ذلك عجب نبي الله زكريا، ثم كانت ولادة امرأة زكريا، وهي عجوز عاقر، وهو قد بلغ من الكبر عتيا؛ ثم كانت الحادثة الكبرى التي تدل على أن الله تعالى مبدع الكون وخالق الأسباب ينشئ الكون كما يريد، وتلك الحادثة هي ولادة عيسى من غير أب؛ وهذا هو ما اصطفى الله به مريم ابنة عمران؛ ولذا يقول سبحانه:

<<  <  ج: ص:  >  >>