للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَردُّوكمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) النداء للمؤمنين بوصف كونهم مؤمنين، وفيها بيان أنه لَا يليق بهم بوصف كونهم مؤمنين أن يطيعوا الذين كفروا؛ فإن الكفر والإيمان نقيضان لَا يجتمعان، ولا يكونان في قلب رجل واحد، ولقد أشار سبحانه إلى بعد احتمال أن يطيع المؤمنون الكافرين بالتعبير في أداة الشرط بـ (إن) دون (إذا)؛ إذ إن: (إذا) للتحقق أي تحقق الشرط، وتحقق الجزاء، أما (إن) فإنها لَا تفيد تحقق الشرط، وبالتالي لَا يتحقق الجزاء. والمعنى في هذا هو التحذير من مسايرة الكافرين بأي نوع من أنواع المسايرة؛ إذ كل مسايرة طاعة، ولا يليق بالمؤمن أن يطيع كافرا؛ لأنه يجب أن يكون في حذر دائم، وإنه لو فرض وأطاعوهم فإنهم يرتدون على أعقابهم خاسرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>