للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ... (٥٢)

* * *

بعد أن أشار سبحانه إلى أن الذين يجعلون نصرتهم من قبل المخالفين، وولايتهم لهم، ويقبلون أن يكونوا لهم تبعا - أخذ يبين أنه من بين الصفوف الإسلامية من ينتمون إليهم بقلوبهم، وهم بين المسلمين بمظاهرهم سواء أكانت هذه الظاهرة لها صلة بالخضوع الظاهري والحقيقي كضعاف المسلمين، أم كانوا لَا يخضعون لمبادئ الإسلام بأي نوع من الخضوع كالمنافقين الذين لَا يذعنون إذعانا ضعيفا أو غير ضعيف بل يقولون بأفواهم ما ليس في قلوبهم.

وهنا نقف أمام العبارات السامية ونحاول أن نذكر بعض ما تشير إليه من بيان، ونتعرض في ذلك لأمور بيانية:

أولها - قوله تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم).

الفاء تفصح عن شرط مقدر، مؤداه أنه إذا كان الذين يتولونهم منهم، فإنك واجد من بين صفوف المسلمين من في قلوبهم مرض يسارعون فيهم. . . إلى آخره. والتعبير بقوله تعالى: (فَتَرَى). تصوير للحال الواقعة من أولئك الضعفاء في إيمانهم، والمنافقين في قلوبهم - بأنها كالمرئية الظاهرة التي لَا تخفى على ذي البصيرة المدركة، وفي هذا تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وتنبيه للحال الواقعة ليعالجها بهداية الله تعالى، وما آتي به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من حكمة، وليحتاط عليه الصلاة والسلام منهم، وليهيمن على توجيه قلوب الضعفاء، وتربية من يصلح منهم للتربية على

<<  <  ج: ص:  >  >>