للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا ... (١١٤)

* * *

اللهم أصلها يا الله، والميمان في " اللهمَّ " بدل من " يا "، (رَبَّنَا) نداء ثان، (أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ) المائدة الخُوَان الذي عليه الطعام، لَا تكون المائدة حتى يكون عليها طعام، فإن لم يكن قيل: خِوان، وهي فاعلة من مَادَ عبده إذا أطعمه وأعطاه؛ فالمائدة تمد ما عليها أي تعطى، وقوله تعالى: (تَكُونُ لَنَا عِيدًا)، (تَكُونُ) نعت لمائدة وليس بجواب.

(عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا) أي لأول أمتنا وآخرها، فقيل: إن المائدة نزلت عليهم يوم الأحد غدوة وعشية؛ فلذلك جعلوا الأحد عيدا. والعيد واحد الأعياد؛ وإنما جمع بالياء وأصله الواو للزومها في الواحد، ويقال: للفرق بينه وبين أعواد الخشب، وقد عيدوا أي شهدوا العيد؛ وقيل: أصله من عاد يعود أي رجع فهو عود بالواو، فقلبت ياء لإنكسار ما قبلها، مثل الميزان والميقات والميعاد؛ فقيل ليوم الفطر والأضحى: عيدا لأنهما يعودان كل سنة. وقيل: سمي عيدا للعود في المَرَح والفَرَح، فهو يوم سرور الخلق كلهم؛ وقيل: سمي عيدا لأن كل إنسان يعود إلى قدر منزلته؛ ألا ترى إلى اختلاف ملابسهم وهيئاتهم ومآكلهم فمنهم من يضيف ومنهم من يضاف، ومنهم من يَرحَم ومنهم من يُرحَم. وقيل: سمي بذلك لأنه يوم شريف تشبيها بالعيد: وهو فحل كريم مشهور عند العرب وينسبون إليه، فيقال: إبل عيدية؛ قال: - " عِيدِيَّةٌ أَرهِنَت فيهَا الدنانِير وقرأ زيد بن ثابت (لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا) على الجمع. قال ابن عباس: يأكل منها آخر الناس كما يأكل (منها) أولهم.

قوله تعالى:

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>