للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١)

* * *

أمر الله تعالى نبيه بأن يذكرهم بحال من سبقوهم، وأن يروا آثارهم حسا، ثم يتدبروا فيها فكرا، ليعرفوا أين ذهب هؤلاء، فيستفيدوا من ذلك ثلاث فوائد:

الفائدة الأولى - أن يعرفوا أن هذه الحياة التي يعيشون فيها ليس لها دوام، بل إن لها انتهاء، وأنها لَا تبقى فيها باقية.

والفائدة الثانية - أن أولئك الأقوام قد مكن لهم في الأرض بما لم يمكن لهم، وما منعهم ملكهم الواسع، وقوتهم الظاهرة من أن يؤخذوا كما يؤخذ أضعف الضعفاء، وأن النهاية واحدة لَا فرق فيها، فالدنيا عرض زائل.

الفائدة الثالثة - أن الله عذبهم بالإهلاك في الدنيا بسبب طغيانهم؛ لأن الله تعالى لم يرد أن يجعل منهم حماة لشريعة خالدة، فسيجدون في سيرهم أرض ثمود، وأرض عاد وما فيهما من بنيان قُوِّض عليهم، وأرض قوم لوط، وقد جعل الله تعالى عاليها سافلها، فإذا كانوا يطلبون من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستعجل لهم العذاب مستهزئين، فها هي ذي المَثُلات، والعبر، فليعتبروا، وإلا فهم قوم بور، لا يتعظون ولا يعتبرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>