للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ).

هذا تقرير وتأكيد لمعنى الجملة السابقة وهي لَا أشهد وتحتمل أن تكون داخلة في مقول القول، ويكون مقول القول لَا أشهد وإنما هو إله واحد، ويحتمل أن تكون جملة مبتدأة، والفصل في الأول يكون لأنها بيان لما قبلها، وفي الثانية يكون لابتداء الكلام، وإن كان في المعنى فيه تقرير لما سبقه.

والضمير (هو) يعود على الله تعالى، وهذا النص السامي تضمن أمرين: أولهما - وحدة الله تعالى، وقدض عليه غوله تعالى: (إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ) وهذا يفيد قصر الألوهية على الله تعالى فلا يعبد سواه سبحانه، ويفيد مع ذلك أنه لَا يتصور أن يكون المعبود بحق غير واحد؛ لأن المنشئ المكون المدبر واحد، ولا يتصور بمقتضى النظر إلا أن يكون المعبود واحدا.

الأمر الثاني - التصريح ببراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يعبدون من أوثان يشركون بها مع الله تعالى: (وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ). في هذا النص تنديد شديد بعبادة الأوثان؛ لأن الرجل العاقل يتبرأ منها، ولا يليق أن يعبدها، وقد أكد براءته بـ (إن)، وبالوصف (بريء) وبأن ذلك افتحال منهم، وليس ألوهية في شيء.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>