للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعبدالرحمن بن عوف، وغيرهم من الأقوياء ذوي الوجاهة في الجاهلية والوجهاء عند الله والناس في الإسلام.

والكاف في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا)، للتشبيه، وقد شبهت الصورة الكلية لاختبار الله تعالى لخلقه، أو على الحقيقة معاملته معاملة المختبر لهم شبهت تلك الصورة بهذه الحالة القائمة، التي آمن فيها الضعفاء وسبقوا بها الأقوياء، وصار لهم فضل السبق، والتشبيه للتقريب والتوضيح، واللام في قوله تعالى: (لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا) للعاقبة أي: وما كانت هي الباعث على الاختبار، ولكن كانت عاقبة ونتيجة الاختبار.

(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ).

يثبت الله سبحانه وتعالى هذا النص بثلاثة أمور:

أولها - أن الفضل ليس بالغنى، ولا بالجاه ولا بالقوة في الدنيا، ولكن بمقدار شكر الله تعالى على ما أنعم، والإنسان في الوجود محفوف بنعم الله تعالى تحوط به من يوم خروجه إلى الحياة إلى وقت مفارقتها، وواجب عليه الشكر لها فشكر النعم واجب بمقتضى العقل والنقل، وبمقدار شكر النعمة يكون الفضل.

ثانيها - أن أولئك الذين يسارعون إلى الإيمان بوحدانية الديان، هم أصحاب الفضل؛ لأنهم هم الذين يسارعون إلى الإيمان، ودعوة الله وعبادته، والإذعان له.

ثالثها - أن الله هو وحده العالم بمن يستحق الفضل وبمن يشكره وهو المستحق للفضل منه، وأفعل التفضيل على غير بابه، والمراد أنه سبحانه يعلم الشاكرين علماً ليس فوقه علم، فهو وحده العليم، السميع البصير.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>