للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا معنى الآية الكريمة فيما يظهر لنا، ويجب أن ثنبه إلى أنه لَا يصح النهم في المال إلا للقيام بمصلحة عامة، ولا يصح أن يكون المال مطلبا ذاتيا، وغرضا مقصودا لذاته لَا للتمكن من النعم، فإنه حينئذ يلهى عن المقاصد السامية، كما قال تعالى: (أَلْهَاكمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ)، (١)، ولأنه يصير عبدا للمال، لَا سيدا متصرفا، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " تعس عبد الدرهم " - وقد روى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " تبا للذهب تبا للفضة، قالها ثلاثا فقالوا له: أي مال نتخذ: قال: " لسانا ذاكرا وقلبا خاشعًا، وزوجة تعين أحدكم على دينه) (٢) وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من ترك صفراء أو بيضاء كوي بها " (٣).

ذكر الله عذاب يوم القيامة لمن كنز الذهب والفضة من غير إنفاق:


(١) جزء من حديث رواه البخاري: الجهاد والسير - الحراسة والغزو في سبيل الله عن أبي هريرة رضي الله عنه (٢٨٨٧).
(٢) رواه أحمد في مسنده: باقي مسند الأنصار - حديث رجال من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢٢٥٩١).
(٣) رواه أحمد: مسند الأنصار - حديث أبي ذر رضي الله عنهم (٢٠٩٦٩). قلت: وقد نوَّه الثيخ أبو زهرة رحمه الله تعالى إلى مراجعة الكشاف عند هذا الموضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>