للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يهرعون، وإنه ليعرض بناته للزواج، فيقولون في تبجح لقد علمت ما لنا في بناتك من حق، وهكذا نرى ممن يشبهونهم في عصرنا.

ولنبدأ بذكر القصة بعد هذا الذي أدركناه من عبر، قال تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ)، حيوه بالسلام، وهو مصدر لفعل محذوف أي " نُسَلِّمُ سلامًا "، وقد كانت هذه تحية فردها بأحسن منها فقال (سَلامٌ) أي أمري كله سلام، وأتم التحية بكرم الضيافة الذي امتاز به أبو العرب إبراهيم بأن أعد الطعام الشهي المشوي (فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنيذٍ) (الفاء) للعطف الدال على الفورية أي ما أبطأ أن جاء بعجل مشوي: يقال حنذ الشاه أي شواها. ونلاحظ هنا أن اللَّه سبحانه وتعالى قد صدر القصة بقوله: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا) وكلمة (قد) مؤكدة للخبر؛ وأكد الخبر لأن فيه غرابة وهي مجيء الملائكة إلى الأرض (رُسُلُنَا) تكريما وتشريفا وتعظيما.

وقال (بِالْبُشْرَى) أن مصاحبة لهم البشرى بولد لإبراهيم عليه السلام الذي قدم لهم من الطعام ما ينبئ عن الكرم وحسن اللقاء، ولم يجدهم يمدون أيديهم إليه وعبر عن ذلك بقوله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>