للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هنا لاستغراق النفي، أي ما لكم أيَّ إله غيره، أي لَا يوصف بالألوهية غيره؛ لأنه الخالق وحده ولأنه واحد في ذاته وفي صفاته ليس كمثله شيء.

وإذا كان قوم لوط قد اشتهروا بالفاحشة التي لم يسبقهم بها أحد من العالمين، فقد اشتهر آل مدين بالفساد في البيان والمعاملات والتطفيف في المكيال والميزان، ولذا نهاهم عن التطفيف بعد الأمر بعبادة اللَّه وحده فقال تعالى: (وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْميزَانَ).

وعلل الرسول الكريم نهيه عن ذلك بقو له: (إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ)، أي أراكم في سعة من العيش وعندكم الرزق الوفير، فلستم في فقر يسوِّل لكم أخذ حق غيركم، بل أنتم في سعة من الحلال فلا تمدوا أيديكم إلى الحرام، لكن الطمع يغريكم بأخذ حقوق غيركم، وإنه لَا يردع من كانوا في هذه الحال إلا عذاب يوم القيامة الذي يحيط بكم إحاطة الدائرة تنتقلون فيها من عذاب إلى أشد منه هولا.

وبعد أن نهى عن تطفيف الكيل أمر بالوفاء تأكيدا إليه من حسن التعامل.

<<  <  ج: ص:  >  >>